

برعاية وزارة النقل، وبإشراف مديرية تنظيم نقل البضائع، عقدت الجمعية السورية للشحن والإمداد الوطني اجتماعها السنوي في فندق الشام بدمشق، بحضور أعضاء الجمعية من مختلف المحافظات، وعدد من الشخصيات الاقتصادية والإدارية المعنية بقطاع النقل والشحن البري، حيث ناقش المشاركون في الاجتماع عدداً من القضايا والتحديات التي تواجه قطاع الشحن والإمداد في سورية، مع التأكيد على أهمية الانفتاح نحو اقتصاد حر تنافسي، وتطوير أداء الشركات الوطنية لمواكبة الشركات العالمية التي تسعى إلى فتح فروع لها في سورية، بالإضافة إلى ضرورة التحول الرقمي في قطاع النقل، وشدّد المشاركون على أهمّية التعاون والتنسيق مع الجهات المعنية لتلبية مطالب شركات الشحن، وتجاوز الصعوبات، والعمل على التشبيك مع جميع شركات الشحن للوصول إلى حلول جذرية للمعوقات التي تعترض عملها، وأكّد رئيس مجلس إدارة الجمعية محمد رياض الصيرفي على أهمية تعزيز المنافسة وتطوير الذات، مشدّداً على دور الجمعية في تسليط الضوء على الانفتاح القادم، والارتقاء بقطاع النقل لمواكبة التطورات العالمية، ووضّح مدير مديرية تنظيم نقل البضائع في وزارة النقل خالد كسحة، أنّ الوزارة تعمل على تحديث قطاع الشحن البري من خلال إصدار قانون جديد يتناسب مع التطورات التقنية والتجارية، إلى جانب إطلاق منصة إلكترونية موحدة لخدمات الترخيص والشحن، بهدف تسهيل الإجراءات وتعزيز الكفاءة، وأضاف أن الوزارة تدعم تشكيل اتحادات للشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعمل على بناء قاعدة بيانات مركزية لتتبع حركة البضائع، وضمان جودة الخدمات، مؤكداً التزام سورية بالاتفاقيات الإقليمية والدولية، مثل اتفاقية «نقل البضائع على الطرق البرية بين الدول العربية».
من جهته أعلن الخبير في النقل الدولي همام عبيد، عن إطلاق الجمعية السورية للشحن والإمداد الوطني، مشروع إنشاء أكاديمية تدريبية متخصصة في الشحن الدولي، تهدف إلى تأهيل كوادر مهنية في مجالات التشغيل والتقنية والأمن والسلامة والربحية الاقتصادية، ووفق أعلى المعايير العالمية المعتمدة، ولا سيما من منظمة(FIATA) ، وأوضح عبيد أن هذه الخطوة تأتي في إطار دعم قطاع الشحن في سورية، وتمكينه من الاندماج الفاعل في السوق العالمية، بما يحقق الأمن الاقتصادي ويعزز حضور سورية في سلاسل التوريد الدولية، حيث شدّد المشاركون على أهمية هذه المبادرة في رفع كفاءة أسطول الشحن الوطني، وتعزيز تنافسيته، ودعم الصادرات الوطنية. وقد سلّط الاستشاري في البرمجيات وقواعد البيانات أسامة زين الدين، الضوء على التحديات التي تواجه قطاع الشحن في سورية، ومنها، تضرر البنية التحتية، ونقص الشفافية، وتعقيد الإجراءات، وبيّن أن الحل يكمن في تسريع التحول الرقمي الذي تبنّته الحكومة، ولا سيما وزارة النقل، عبر مشاريع مثل، التصريح الإلكتروني ونظام إدارة المركبات، حيث أن تكنولوجيا المعلومات تتيح فرصاً كبيرة لتحسين الأداء، من خلال أنظمة تتبع الشحنات، وإدارة البيانات، وتوحيد الإجراءات الحكومية رقمياً، إضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي؛ للتنبؤ بالمشكلات وتحليل الأداء، مشيراً إلى أن الجمعية السورية للشحن تعمل على دعم هذه الحلول؛ لتحقيق قطاع شحن أكثر كفاءة وشفافية واستدامة. وتحدث رئيس لجنة المصدرين في غرفة زراعة دمشق وريفها، وعضو مجلس إدارة الجمعية محسن درويش عن أبرز النقاط المطروحة، وعلى رأسها تطوير النقل الدولي، وإزالة المعوقات التي تحدّ من تطوير العملية التصديرية وتبسيط إجراءاتها.
وقد تخلّل الاجتماع عرض التقرير المالي السنوي للجمعية وحساباتها للعام 2024، ومشروع الموازنة للعام الحالي، وتم التصديق عليهما بالإجماع.
الجدير ذكره أن هذا الاجتماع يأتي في ظل جهود حثيثة لتحديث قطاع الشحن في سورية، وتعزيز دوره في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال تبني التحول الرقمي، ورفع كفاءة الشركات المحلية، والتنسيق مع الجهات الحكومية لتبسيط الإجراءات وتطوير البنية التحتية، بما يواكب المعايير الدولية، ويعزز التنافسية الإقليمية والعالمية.
حضر الاجتماع كل من الرئيس الفخري للجمعية فؤاد العاصي، وعضو مجلس غرفة تجارة دمشق، لؤي الأشقر، إلى جانب عدد من الشخصيات والمهنيين من مختلف المحافظات.