أخبار الوزارة
فعالية "المحطات التاريخية للخط الحديدي الحجازي" تبرز البُعد الحضاري والاستراتيجي للنقل السككي
فعالية "المحطات التاريخية للخط الحديدي الحجازي" تبرز البُعد الحضاري والاستراتيجي للنقل السككي

 

بحضور وزير النقل الدكتور يعرب بدر، ووزير السياحة المهندس مازن صالحاني، ومعاون وزير النقل لشؤون النقل البري السيد محمد رحال، وعدد من الشخصيات الرسمية والمختصين، أُقيمت اليوم في معرض دمشق الدولي، في ساحة عرض القطار المجاورة لجناح وزارة السياحة، فعالية مميزة تحت عنوان "المحطات التاريخية للخط الحديدي الحجازي"، وذلك ضمن سلسلة الأنشطة الثقافية والتوعوية المصاحبة للدورة الثانية والستين للمعرض.

جاءت هذه الفعالية لتسلط الضوء على البعد الزمني والحضاري العميق لمشروع الخط الحديدي الحجازي، الذي يُعتبر أحد أبرز المعالم التاريخية للبنية التحتية في سوريا، والذي لعب دوراً محورياً في ربط البلاد بدول الجوار منذ مطلع القرن العشرين.

وفي كلمة افتتاحية، قدّم المدير العام للمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي، السيد محمد العجمي، لمحة تاريخية مفصلة عن تأسيس الخط، مشيراً إلى أن أول رحلة رسمية انطلقت من دمشق باتجاه المدينة المنورة في الأول من أيلول عام 1908، مؤكداً أن هذا التاريخ يمثل محطة سنوية للاحتفاء بهذا الإرث السككي العريق، وأضاف: "الخط الحديدي الحجازي ليس مجرد وسيلة نقل عادية، بل هو جزء من الذاكرة الوطنية وهويتنا الحضارية التي تعكس الدور الريادي لسورية في ربط المشرق العربي وتيسير حركة الحجاج والتجارة عبر العقود".

وأشار إلى الجهود المبذولة لتوثيق وتأهيل المحطات القديمة، معرباً عن الأمل في إعادة إحياء هذا الخط بما يليق بتاريخ سورية العريق، واصفاً الخط بأنه "ذاكرة وطن وهوية حضارية لا تقدَّر بثمن".

وقد شهدت الفعالية عرضاً ثرياً للكاتب الإيرلندي الدكتور "ليون ماكرون"، الذي استعرض السياق الدولي لفكرة إنشاء الخط الحديدي الحجازي، مسلطاً الضوء على الأبعاد السياسية والاقتصادية التي رافقت المشروع في بداياته، والدور التاريخي الذي لعبته سورية في احتضان هذا المشروع الحيوي.

وأكد ماكرون أن الخط الحجازي كان أحد أعظم الإنجازات الهندسية في مطلع القرن العشرين، حيث جمع بين البعد السياسي والديني والعسكري، مشيراً إلى أن السلطان عبد الحميد الثاني لم يُطلق المشروع كوسيلة نقل فقط، بل كحلقة وصل استراتيجية تربط مركز الدولة العثمانية بالمقدسات الإسلامية، فاتحاً آفاقاً واسعة للتقارب الثقافي والتنمية الإقليمية.

وأشاد ماكرون بالجهود المستمرة للمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي في الحفاظ على المحطات التاريخية المتبقية، معتبراً أن ما تحقق عبر أكثر من قرن هو مصدر فخر واعتزاز على المستوى العالمي، مشيراً إلى الفرصة الواقعية لسورية اليوم لاستعادة دورها الريادي في هذا المجال.

من جانبه، قدّم مدير النقل البري في وزارة النقل المهندس علي إسبر، رؤية استراتيجية معاصرة لتطوير منظومة النقل السككي استناداً إلى هذا الإرث التاريخي الثمين، مؤكداً أهمية إعادة تخطيط شبكة النقل في دمشق مع استثمار البنى التحتية الحالية، وعلى رأسها محطة الحجاز.

وأوضح إسبر أن المشروع يشمل تطوير قطارات الضواحي عبر أربعة محاور رئيسية، تهدف إلى تعزيز الربط الفعّال بين ضواحي دمشق والمراكز الحضرية الرئيسة، مؤكداً أن محطة الحجاز ستكون نقطة تقاطع مركزية مع مشروع مترو دمشق، مما يعزز دورها كمحور للنقل المتكامل داخل العاصمة وخارجها.

كما أكدت الفعالية على أهمية الاستثمار في قطاع النقل السككي كرافد رئيسي لتحقيق التنمية المستدامة، والتخفيف من الأعباء المرورية في المدن الكبرى، وتعزيز الربط الإقليمي بما يتماشى مع الرؤية الطموحة لوزارة النقل الرامية إلى إعادة تموضع سورية كممر استراتيجي محوري في المنطقة.

وشهدت الفعالية حضور مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني السيد عمر الحصري، إلى جانب عدد من المدراء العامين والمسؤولين والمهتمين في قطاع النقل السككي.

 

2025-09-02