أخبار الوزارة
بدر خلال الاجتماع السنوي لاتحاد شركات شحن البضائع الدولي: النقل رافد حيوي للاقتصاد الوطني
بدر خلال الاجتماع السنوي لاتحاد شركات شحن البضائع الدولي: النقل رافد حيوي للاقتصاد الوطني

 

 برعاية وزير النقل المهندس يعرب بدر عُقد في دمشق اليوم الاجتماع السنوي العام للهيئة العامة لاتحاد شركات شحن البضائع الدولي في سورية، بحضور رسمي واقتصادي واسع، ومشاركة ممثلين عن القطاعين العام والخاص، وعن هيئات النقل العربية والدولية، وسفراء ونقابات لوجستية، في خطوة وُصفت بالمفصلية نحو تنظيم وتحديث هذا القطاع الحيوي بعد سنوات من التحديات.

وفي الكلمة الافتتاحية التي ألقاها وزير النقل، أكد أن قطاع النقل يُعد من الروافد الحيوية للاقتصاد الوطني، مساهماً بنسبة تتراوح بين 9 إلى 15 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويوفر آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، موضحاً أن تطوير هذا القطاع لا يقتصر على تحسين الأداء اللوجستي، بل يرتبط بشكل وثيق بتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتعزيز دور سورية كممر دولي يربط بين الشرق والغرب، مشيراً إلى التحديات التي تواجه قطاع النقل في سورية، والتي من أبرزها قِدم أسطول الشاحنات؛ ما يؤدي إلى تراجع كفاءتها التشغيلية ويحد من قدرتها على دخول الأسواق الإقليمية والأوروبية، إضافةً للطبيعة الفردية لتشغيل الشاحنات، وغياب إطار تنظيمي واضح لحركة البضائع بين المدن، وهو ما يشكّل عائقاً أمام تنظيم العمل وتحقيق الانسيابية.

وأكد بدر أن الوزارة تعمل على رسم سياسة وطنية شاملة لتنظيم النقل، تتضمن تحديث التشريعات الناظمة للقطاع، وإنشاء هيئة ناظمة مستقلة له، وإطلاق منصة إلكترونية وطنية موحّدة لربط الناقلين بالمستثمرين والتجار، بما يعزز الشفافية والكفاءة.

كما شدد الوزير على أهمية تحديث أسطول الشاحنات وتزويده بآليات حديثة تلبي المواصفات العالمية في السلامة والبيئة والكفاءة، مشيراً إلى أن دعم السائقين ومالكي الشاحنات يأتي في صلب أولويات الوزارة لضمان استمرار القطاع في ظل التحديات الإقليمية والدولية.

من جهته، وصف رئيس اتحاد شركات شحن البضائع في سورية، السيد صالح كيشور، انعقاد هذا الاجتماع السنوي بأنه "خطوة مهمة نحو تطوير القطاع بعد مرحلة التحرير"، مشيراً إلى أن الاتحاد يعمل على إزالة العقبات التي تعيق تطور الشحن البري، بالتعاون مع الجهات الحكومية والشركاء الدوليين، وأضاف "النقل هو عصب الاقتصاد الوطني، وتنظيمه يمثل مدخلاً أساسياً لإعادة بناء القطاعات الاقتصادية السورية، بما فيها الصناعة والتجارة والاستثمار".

من جانبها، أكدت خازن الاتحاد وممثلة شركة DHL في سورية، السيدة خلود الحلبي أن البلاد تملك موقعاً جغرافياً متميزاً يجعلها صلة وصل حيوية بين الشرق والغرب، وتمثل شريكاً رئيسياً في منظومة النقل الدولي، وشددت على ضرورة تطوير التشريعات، وتحديث البنى التحتية للنقل متعدد الأنماط، وتعزيز شبكة السكك الحديدية، إلى جانب توحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص لدفع عجلة التنمية اللوجستية.

وفي كلمة له، أكد السفير التركي في دمشق، برهان كورغلو، على أهمية هذا المؤتمر الذي يعكس عمق العلاقات بين شعوب المنطقة. ولفت إلى أن الطرق التي ربطت حضارات الشرق بالغرب عبر التاريخ، أثبتت الدور المحوري للنقل في التبادل الثقافي والاقتصادي، مشيراً إلى أن المبادرات الجديدة تعزز التكامل الإقليمي بين الدول.

كما عبّر نائب نقيب النقابة اللوجستية الأردنية، نزار صالح الأحمد، عن التزام قطاع الشحن واللوجستيات في الأردن بالوقوف إلى جانب سورية في مواجهة التحديات، مشيراً إلى أن التعاون السوري الأردني يشكل شراكة استراتيجية قابلة للتطوير، خصوصاً في مجالات النقل والتجارة وتبادل الخبرات.

بدوره، شدد رئيس نقابة المخلصين الجمركيين الأردنيين، ضيف الله أبو عاقولة، على أن استقرار سورية يمثل "مفتاحاً لازدهار التجارة الإقليمية"، لافتاً إلى أن التعاون الثنائي قادر على تحويل قطاع النقل إلى "بوابة محورية للتجارة بين الدول".

وشهد المؤتمر توقيع اتفاق تعاون ثلاثي بين الاتحاد السوري لشركات نقل البضائع وهيئة النقل التركية (UND) والنقابة اللوجستية الأردنية (JLA)، يهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي في مجالات النقل البري، والشحن، والخدمات اللوجستية، وتطوير آليات العمل المشترك بين الهيئات ذات الصلة في الدول الثلاث.

وركزت أعمال المؤتمر على عدة محاور استراتيجية، من أبرزها أهمية تطوير قطاع النقل البري، ودعم مشاركة سورية في الاتفاقيات الدولية، وتحديث الأسطول وتخفيض كلفة الخدمات، وتعزيز دور سورية كـ محور لوجستي إقليمي ودولي، ورفع سوية المهنة وحمايتها، ودعم الكوادر الوطنية وتوفير التدريب والتأهيل.

وفي الختام أكد المشاركون أن المؤتمر يمثل انطلاقة حقيقية نحو تنظيم قطاع النقل في سورية، وفتح آفاق التعاون الإقليمي والدولي، بما ينسجم مع أهداف التنمية الاقتصادية واستعادة الدور الاستراتيجي لسورية في التجارة الإقليمية والدولية.

 

 

 

 

2025-09-17