

نظمت وزارة النقل اليوم ورشة عمل متخصصة حول أنظمة وزن المركبات وعمليات الشحن، عبر تقنية الاتصال المرئي، مع شركة ستس للاستشارات الهندسية السعودية، وجاءت هذه الورشة الثانية ضمن سلسلة من الورش التي تهدف إلى تبادل الخبرات وتطوير أنظمة النقل في سورية.
وفي كلمته الافتتاحية أكد وزير النقل الدكتور يعرب بدر، أن هذه الورشة تأتي استمراراً لورشة العمل التي عقدت في 29 تموز 2025، والتي تركزت على أنظمة التعداد المروري، وأضاف أن الورشة الحالية تركز على موضوع "أنظمة الوزن الثابتة والمتحركة"، مشيراً إلى أهمية التخطيط المستمر للارتقاء بشبكة الطرق السورية وضمان قدرتها على استيعاب الحركة المرورية بشكل آمن.
وأوضح الوزير أن الوزن الزائد للشاحنات له تأثيرات سلبية كبيرة على الشبكة الطرقية، إذ يؤدي إلى زيادة تلف الطرق وارتفاع تكاليف الصيانة، مما يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني. وشدد على أن الحكومة تعمل حالياً على إصدار إصلاحات قانونية تشمل تعديلات على قانون السير للحد من المخالفات المتعلقة بالأوزان الزائدة، معلناً عن قرب إصدار تنظيم جديد ينظم نقل البضائع بشكل أكثر كفاءةً ووضوحاً بما يتماشى مع معايير الحوكمة الحديثة التي تهدف إلى تحسين هذا القطاع الحيوي.
من جانبه أكد معاون مدير مكتب تنظيم نقل البضائع في وزارة النقل عبد القادر شيخو، أن ضبط الحمولات من حيث الأوزان الزائدة يمثل أولوية كبيرة بالنسبة للحكومة السورية، مضيفاً أن هذا الموضوع يشكل ركيزةً أساسيةً لتحقيق التوزيع العادل للدخل في قطاع النقل، ويعد عنصراً مهماً في تحسين السلامة المرورية والحفاظ على شبكة الطرق، مشيراً إلى الجهود التي تبذلها الوزارة لتفعيل نقاط المراقبة والقبابين على الطرق الرئيسية التي تشهد حركة مرور كثيفة، رغم التحديات التي تواجهها، مثل التهالك في القبابين، موضحاً أن الوزارة تعمل بما هو متاح من إمكانيات للحد من هذه التحديات.
من ناحيته، تحدث الدكتور حسام عبد الجواد - من شركة سيتس السعودية للاستشارات الهندسية- عن أنظمة وزن الشاحنات، مشيراً إلى المنهجية التي يجب اتباعها في اتخاذ القرارات بشأن الأماكن الأكثر احتياجاً لتركيب هذه الأنظمة، كما استعرض الأنواع المختلفة من هذه الأنظمة، وميزاتها التقنية وكيفية تحديد الأماكن المثلى لتركيبها لضمان الفعالية.
وقدمت المهندسة صفاء خليل - من شركة ستس السعودية للاستشارات الهندسية- عرضاً تقنياً شاملاً حول أنظمة وزن الشاحنات، وتحدثت عن التقنيات الحديثة المستخدمة في هذه الأنظمة، التي تتضمن الوزن الثابت والمتحرك، وكذلك كيفية تصنيف الشاحنات وفقاً لأوزانها الإجمالية والمحورية.
كما استعرضت خليل أربعة أنواع من الموازين المستخدمة في وزن الشاحنات، موضحةً مميزات وعيوب كل نوع وكيفية اختيار النظام المناسب وفقاً للمتطلبات الخاصة، وقامت بعرض تجارب دولية في تركيب الموازين، مما يعكس الفائدة الكبيرة التي يمكن أن تحققها هذه الأنظمة في تحسين كفاءة النقل وحماية البنية التحتية.
كما قدم خالد القدور، رئيس قسم أنظمة الأوزان في شركة ترافيك تيتش القطرية، عرضاً توضيحياً حول التجربة القطرية في تركيب وتطبيق أنظمة الوزن على الطرق، وتناول مراحل التخطيط والتنفيذ، والتحديات التي واجهت المشروع، بالإضافة إلى النجاحات التي حققتها قطر في تحسين سلامة الطرق والحفاظ عليها.
وفي ختام الورشة، تم فتح باب المناقشات والإجابة على استفسارات الحضور، الذين عبروا عن اهتمامهم الكبير بمواصلة التعاون وتبادل المعرفة حول التقنيات الحديثة في مجال أنظمة الوزن، وكذلك تطوير البنية التحتية للطرق لضمان سلامة النقل وتخفيف العبء على الشبكة الطرقية السورية، مؤكدين على أهمية التعاون الدولي في تحسين تقنيات النقل والنهوض بقطاع البنية التحتية في سورية.