دمشق – 28 تشرين الأول 2025

عُقد اليوم في فندق البوابات السبعة بدمشق اجتماع اللجنة الفنية السورية الأردنية المشتركة للنقل البري، برئاسة معاون وزير النقل السوري السيد محمد رحال، ووكيل وزارة النقل الأردنية السيد فارس أبو دية، وبحضور سعادة سفير الأردن في دمشق السيد سفيان القضاة.

 يمثل هذا الاجتماع فرصةً مهمةً لمناقشة سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال النقل البري وتسهيل انسيابية حركة الشاحنات والبضائع عبر المنافذ الحدودية.

في مستهل الاجتماع، ألقى السيد محمد رحال كلمة ترحيبية أكد خلالها على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في مجال النقل البري، مشيراً إلى ضرورة العمل المشترك لتذليل كافة الصعوبات التي قد تعترض انسيابية شحن البضائع وحركة نقل الركاب بين سورية والأردن، كما أشار إلى التقدم الملحوظ الذي تم إحرازه في هذا المجال.

 من جهته، أكد أمين عام وزارة النقل الأردنية، السيد فارس أبو ديه، على أهمية تبادل الزيارات بين وزارتي النقل في البلدين للعمل على متابعة تنفيذ الاتفاقيات وتطوير العلاقات الإقليمية في مجال النقل.

تقييم الوضع الحالي وسبل التحسين

تم خلال الاجتماع مراجعة محاضر الاجتماعات السابقة، مع مناقشة الوضع الحالي للنقل البري بين البلدين.

وجرى نقاش موسع حول تمكين الشاحنات السورية من الوصول إلى معبر العمري لتفريغ حمولتها وفق نظام النقل التبادلي، في حال عدم وجود تأشيرات للسائقين السوريين إلى السعودية ودول الخليج، وطرح الجانب الأردني صعوبة الوصول إلى معبر العمري نظراً لعدم وجود ساحات ومراكز جمركية كافية لإجراء عمليات التبادل، حيث تم الاتفاق على ضرورة التنسيق لعقد اجتماع ثلاثي مشترك سوري أردني سعودي، لبحث تفعيل النقل بين البلدان الثلاثة، إلى جانب بحث قضايا الترانزيت.

كما تم الاتفاق على تزويد الجانب الأردني بأنماط النقل العاملة في سورية، مع إعداد قائمة تتضمن ترميزات خاصة بالمركبات المعتمدة في النقل الدولي إلى الأردن، وتم التأكيد أيضاً على تسهيل دخول البضائع والشاحنات الأردنية إلى سورية مع الالتزام بالمعايير الخاصة بالأوزان والحمولات المقررة في كلا البلدين، والعمل على تحسين حالة معبر( جابر – نصيب )  لتعزيز حركة التجارة المتبادلة بين البلدين.

التعاون الإقليمي وتطوير البنية التحتية

ناقش الاجتماع خطة العمل المشتركة للنقل البري والسكك الحديدية بين سورية والأردن وتركيا، مع التركيز على أهمية إجراء دراسات جدوى اقتصادية لتطوير الممرات الدولية، بما في ذلك تحديث شبكات السكك الحديدية لضمان عبور آمن وفعال، كما تم الاتفاق على إعادة هيكلة وتفعيل خط سكة حديد الحجاز وإعادة تأهيل بنيته التحتية.

وقدمت المهندسة عبير خنفر من الجانب الأردني عرضاً حول تقاطعات السكة الوطنية للسكك الحديدية الأردنية مع مسار مشروع سكة حديد الأردن، بما في ذلك وصلات سورية وسعودية قائمة، حيث تمت مناقشة إمكانية دراسة الربط السككي بين الشبكتين الوطنية في كل من الأردن وسورية، على أن يتم وضع برنامج زمني يتضمن تبادل المعلومات السككية لتسهيل الدراسات المشتركة.

مستقبل النقل البري:

برامج تدريبية واتفاقيات دولية

تم في الاجتماع أيضًا مناقشة توحيد رسوم استخدام الطرق للنقل الثنائي بين الأطراف، واعتماد المعايير الفنية المشتركة لتسهيل التشغيل البيني وفق المعايير الدولية ومعايير الاتحاد الأوروبي. كما تم الاتفاق على إطلاق برامج تدريبية مشتركة تهدف إلى تعزيز مهارات العاملين في القطاع، والانضمام إلى عدد من الاتفاقيات الدولية المنظمة للنقل البري، مثل الاتفاقية الأوروبية لعمل أطقم المركبات في النقل الدولي.

إجراءات إضافية لتطوير البنية التحتية

تضمنت الخطة المشتركة مجموعة من الخطوات التنسيقية بين الأطراف المعنية بهدف تعزيز الربط الإقليمي وتحسين كفاءة النقل البري والسككي، وتشمل:

1. إطلاق اللجنة الوزارية المشتركة لتنسيق العمل بين الدول المشاركة في تطوير وصيانة الطرق والسكك الحديدية.

2. تشكيل مجموعات عمل فنية لمتابعة الجوانب التقنية والإجرائية الخاصة بالمشاريع المشتركة.

3. عقد اجتماع وزاري ثلاثي (أردني سوري _ تركي ) بمشاركة المؤسسات المالية الدولية في 2027 على هامش المنتدى العالمي الثاني للربط بالنقل.

4. توحيد رسوم استخدام الطرق الخاصة بالعبور والنقل الثنائي بين الأطراف المشاركة.

5. اعتماد معايير فنية مشتركة تتوافق مع معايير الاتحاد الأوروبي والمعايير الدولية، لتسهيل التشغيل البيني لشبكات النقل.

6. تنفيذ برامج تدريبية تهدف إلى تطوير القدرات المهنية والوصول إلى السوق، إضافةً إلى الانضمام للاتفاقيات والمعاهدات الدولية مثل الاتفاقيات الأوروبية بشأن عمل أطقم المركبات العاملة في النقل البري الدولي.

7. تسهيل إجراءات التأشيرات للسائقين المحترفين عبر منح تأشيرات متعددة الدخول طويلة الأمد.

8. دراسة إنشاء ممر نقل جديد يبدأ من ميناء العقبة ويتصل بالممرات الدولية للنقل.

تشكيل وفد العمل المشترك

حضر الاجتماع من الجانب السوري كل من مدير نقل البضائع خالد الكسحة، ومدير النقل الطرقي عماد الدين القش، ومدير التعاون الدولي إياد الأسعد، والمدير العام للمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي المهندس محمد العجمي، ومن الجانب الأردني مدير نقل البضائع في الأردن مجاهد عبد القادر عطية سمارة ومدير اتفاقيات ومعاهدات النقل السيدة مجد ـبو عجمية والمهندس ىزاهي خليل والسيد عبدالله الشياب والسيد قبلان حسن الضلاعين والسيد موسى علي مفلح السرهيد والسيد أنور عطالله المهيرات.

جولة تعريفية في محطة الحجاز ومحطة القدم

وعلى هامش الاجتماع ، نظمت اللجنة جولة تعريفية لوفد وزارة النقل الأردنية في محطتي الحجاز التاريخية والقدم بدمشق، واطلع الوفد على تاريخ المحطتين وأهميتهما في شبكة النقل السككي في المنطقة، حيث  تعد محطة الحجاز واحدة من أقدم المحطات في العالم العربي والتي تمثل جزءاً مهماً من تاريخ النقل السككي في المنطقة، كما تُعد محطة القدم من المحطات الحيوية التي تخدم الحركة السككية بين دمشق والمناطق الأخرى، مما يعكس الدور الكبير للمحطات السككية في تعزيز الروابط اللوجستية والنقل الإقليمي.