
أكد وزير النقل الدكتور يعرب بدر أن معرض "سيريا هاتيك" للتكنولوجيا والرقميات يشكّل محطة مفصلية في مسار التعافي وإعادة البناء، كونه أول معرض متخصص يُقام في سورية بعد التحرير، مشيراً إلى أن المشاركة الواسعة فيه تعكس قدرة السوق الوطنية على النهوض والابتكار وامتلاك الأدوات اللازمة لمواكبة التطور العالمي في قطاع التكنولوجيا.
وأوضح الدكتور بدر خلال جولته اليوم في أجنحة المعرض أنه يضم أكثر من 240 عارضاً بينهم 180 شركة سورية محلية يقدمون منتجات وتقانات عالية القيمة والمستوى، بما يعكس ثراء البيئة الوطنية بالكفاءات والخبرات القادرة على المنافسة، إضافةً إلى مشاركة مؤسسات ووزارات وهيئات حكومية بأجنحتها الخاصة، ما يتيح للزائر الاطلاع على أحدث ما وصلت إليه التطبيقات الرقمية في المجالات الخدمية والإنتاجية على حد سواء.
وأكد الوزير أن المعرض يشكّل فرصة مهمة للمواطن السوري للتعرّف في مكان واحد على منتجات التكنولوجيا الحديثة وآخر الابتكارات في التطبيقات الرقمية، موجهاً شكره وتقديره إلى المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية على الجهد المبذول في إعداد وتنظيم هذا الحدث بما يليق بمكانته التقنية.
وبيّن الدكتور بدر أن مشاركة وزارة النقل جاءت عبر قسمين رئيسيين، الأول خُصّص لعرض مجموعة من التطبيقات التي عملت الوزارة على تطويرها عبر كوادرها الوطنية، وتشمل منظومة تسجيل المركبات، ونظام الدور لنقل البضائع، ومشروع الفحص المؤتمت لإجازات السوق في مدارس تعليم القيادة، إضافةً إلى برنامج متكامل لإدارة الموارد البشرية يهدف إلى أتمتة ملفات الموظفين وتبسيط الإجراءات الإدارية.
أما الجناح الثاني، فتركّز على عرض التجارب الريادية الفائزة ضمن برنامج MOVE لدعم الأعمال المبتكرة، حيث استقبل البرنامج 132 مبادرة شبابية، جرى فرزها وتقييمها علمياً، ليتم اختيار سبع مبادرات منها للمشاركة في ملتقى MOVE.
وفازت ثلاث مبادرات بالجوائز الأساسية، فيما حصلت مبادرة رابعة على جائزة الجمهور، وقد تمكّنت بعض هذه المشاريع من قطع خطوات متقدمة باتجاه التنفيذ، في حين بدأت أخرى بإجراءات الترخيص اللازمة.
وأشار الوزير إلى أن رعاية هذه المشاريع الشبابية في مجال الرقميات والتكنولوجيا تثلج الصدر، مؤكداً أن هذه الطاقات تشكل دليلاً على قدرة الشباب السوري على إنتاج حلول تقنية متقدمة تخدم قطاع النقل وتدعّم مسار التحول الرقمي في الدولة.
وشدد الدكتور بدر على أن الاستثمار الحقيقي في العصر الراهن يقوم على استثمار العقل البشري، مبيّناً أن الإبداع لا يميّز بين دولة وأخرى، وأن الشباب السوريين أثبتوا كفاءتهم في مختلف البلدان التي وصلوا إليها من خلال ما قدموه من ابتكارات وإسهامات علمية وتقنية.
وقال الوزير: "هذه الطاقات التي نراها اليوم في وطنها تملك القدرة على المنافسة والابتكار، ولا شيء يمكن أن يحدّ من إبداع العقول السورية في عالم البرمجيات والتقانات الحديثة"، داعياً الشباب إلى تقديم أفضل أفكارهم داخل سورية، في ظل بيئة تشجّع على التطوير والإنتاج وتحويل المشاريع الريادية إلى منتجات قابلة للتسويق في الأسواق العالمية.
ويُعدّ معرض "سيريا هاتيك" حدثاً يجمع الشركات الوطنية والمؤسسات الحكومية مع رواد الأعمال والمهتمين بالتقانات الحديثة، ليشكّل جسراً للتواصل بين مطوّري الحلول الرقمية ومستخدميها في مختلف القطاعات، ويهدف المعرض إلى دعم التحول الرقمي في سورية، وفتح المجال أمام الشركات المحلية لعرض ابتكاراتها ومنتجاتها، وتعزيز حضورها في السوقين الوطنية والإقليمية.
ويمثّل المعرض محطة أساسية في أجندة الفعاليات الاقتصادية والتقانية في البلاد، ومنصة لإبراز التطور المتسارع في قطاع البرمجيات والتطبيقات الرقمية، بما يسهم في بناء اقتصاد معرفي قائم على التكنولوجيا الحديثة، ويؤكد قدرة العقول السورية على الإبداع والمنافسة.