أخبار الوزارة
تأكيداً على التكامل الإقليمي.. دمشق تستضيف الدورة الـ26 للجنة النقل واللوجستيات في الإسكوا
 تأكيداً على التكامل الإقليمي.. دمشق تستضيف الدورة الـ26 للجنة النقل واللوجستيات في الإسكوا

 

انطلقت اليوم في دمشق أعمال الدورة السادسة والعشرين للجنة النقل واللوجستيات التابعة للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، بمشاركة واسعة من الوفود الرسمية من مختلف الدول العربية، إلى جانب ممثلين عن وزارات النقل والخبراء في مجالات النقل واللوجستيات. وتتمحور أعمال الدورة حول تعزيز التعاون الإقليمي وتطوير شبكات النقل، بالإضافة إلى دعم الرقمنة والاستدامة في القطاع اللوجستي، في إطار مواجهة التحديات العالمية وتحديث البنية التحتية.

رئيس الدورة السابقة: تعزيز التشريعات والرقمنة لتحقيق نقل مستدام

وفي افتتاح الدورة، ألقى السيد محمد عيسى عبد الله، الوكيل المساعد لشؤون النقل البري في وزارة المواصلات القطرية ورئيس الدورة الخامسة والعشرين للإسكوا، كلمةً أشار فيها إلى أهمية تعزيز التعاون الإقليمي في مجال النقل والخدمات اللوجستية، كما تطرق إلى تطوير التشريعات الخاصة بالنقل السككي، وأتمتة المعلومات، وتحسين كفاءة وسلامة سلاسل الإمداد. وأوضح عبد الله أن هذه الجهود ستسهم في تحقيق نقلة نوعية نحو نقل مستدام وصديق للبيئة، مشدداً على ضرورة تسهيل التجارة الإلكترونية وتعزيز الرقمنة لدعم هذا التحول.

وزير النقل الدكتور يعرب بدر: دمشق مركز استراتيجي للحركة واتفاقيات الإسكوا أساس للتكامل العربي

من جانبه، ألقى وزير النقل السوري، الدكتور يعرب بدر، كلمةً ترحيبيةً بالوفود المشاركة، حيث أكد أن دمشق، التي تحتضن أعمال هذه الدورة، ليست فقط عاصمة تاريخية بل تمثل مركزاً استراتيجياً للحركة والتبادل التجاري في المنطقة، معرباً عن اعتزاز سورية باستضافة هذا الحدث المهم، مشيراً إلى أن الإسكوا تلعب دوراً مهماً في دعم الجهود الإقليمية نحو تطوير شبكات النقل وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية.

كما شدد بدر على أهمية قطاع النقل باعتباره شريان الحياة للاقتصاد الوطني والإقليمي، مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة إلا من خلال رؤية إقليمية مشتركة وتخطيط استراتيجي يعتمد على التحديث المستمر للبنى التحتية واعتماد التقنيات الحديثة.

وأوضح بدر أن اتفاقيات الإسكوا، مثل اتفاقية الطرق الدولية والسكك الحديدية الدولية، تشكل الأساس لتحقيق التكامل العربي في النقل، ودعا المشاركين في الدورة إلى العمل على وضع توصيات عملية تسهم في تفعيل هذه الاتفاقيات وتحقيق المزيد من التقدم في هذا القطاع.

أمين سر الإسكوا: الرقمنة والاستدامة والبيانات ترسم مستقبل النقل العالمي

وفي كلمته أكد السيد كريم خليل، أمين سر الإسكوا، أن قطاع النقل أصبح اليوم رافعةً تنمويةً كبرى تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاديات الوطنية، وأضاف أن القطاع يشهد ثلاث موجات رئيسية تعيد صياغة مستقبله، أولها الرقمنة التي تعد الأساس في تغيير سلوك التجارة وإدارة سلسلة التوريد، وثانيها الاستدامة التي تعد ضرورة اقتصادية لحماية البيئة، وثالثها البيانات التي أصبحت المحرك الأساسي للقرارات الاستراتيجية.

وأشار خليل إلى أن الرؤية العربية 20/45 تمثل خارطة طريق نحو منظومة نقل عربية متكاملة ومستدامة، تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، وزيادة القدرة التنافسية للمنطقة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

معاون وزير النقل: خطوات رقمية جديدة وأنظمة حديثة لحماية الطرق

بدوره تحدث معاون وزير النقل السوري، الأستاذ محمد رحال، عن التحديات التي يواجهها قطاع النقل في سورية، مشيراً إلى تأثير العقوبات الاقتصادية وتهالك البنية التحتية على شبكات الطرق والسكك الحديدية، لافتاً إلى الجهود التي تبذلها الوزارة لإطلاق مشاريع جديدة تهدف إلى تحديث النظام اللوجستي، بما في ذلك بناء منظومة حديثة لدراسة حركة المرور وإطلاق تطبيقات ذكية لتنظيم النقل بين المدن.

كما أعلن رحال عن توقيع مذكرة تفاهم مع الاتحاد العربي للإنترنت والاتصالات لإعداد استراتيجية وطنية للأمن السيبراني، وأن الوزارة تعتزم إطلاق منصة وطنية رقمية لتنظيم نقل البضائع، مؤكداً أن الوزارة تعمل على رقمنة الخدمات في مديريات النقل، وإنشاء منصة متكاملة لإدارة التنقل تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

مراجعة إنجازات الدورة السابقة واعتماد أولويات الدورة الحالية

خلال الجلسة الأولى من الدورة، تم استعراض أبرز ما تحقق في الدورة السابقة، حيث تم تعزيز التشريعات الخاصة بالنقل البري والبحري والجوي، وتطبيق أنظمة التتبع لضبط الحمولات، بالإضافة إلى رقمنة الإجراءات اللوجستية، كما تمت مناقشة سبل تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في مجال تطوير شبكات النقل وربطها بمنصات إقليمية.

كما أشاد المشاركون بالتقدم الذي حققته بعض الدول في رقمنة خدماتها اللوجستية وتحديث شبكات الطرق، مؤكدين ضرورة استمرار الجهود لتوسيع نطاق التعاون وتحقيق المزيد من الإنجازات في هذا المجال.

تجدر الإشارة إلى أن الدورة السادسة والعشرين للجنة النقل واللوجستيات في الإسكوا تأتي في وقت حاسم، حيث يشهد قطاع النقل والتجارة في المنطقة تحديات كبيرة تتطلب استجابة جماعية وفعالة، وبالتأكيد سيسهم هذا التجمع في تعزيز التعاون بين الدول العربية من خلال تبادل الخبرات وتطوير الحلول المشتركة لمواجهة التحديات، بما يضمن تحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة.

 

 

 

 

2025-11-25