
أكد وزير النقل السوري، في تصريح له خلال أعمال الدورة السادسة والعشرين للجنة النقل واللوجستيات التابعة للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا"، أن هذه اللجنة تمثل واحدة من الأدوات الفعالة التي ساهمت بشكل ملحوظ في تعزيز التعاون العربي والتكامل بين الدول العربية في مجالات النقل المختلفة على مدار عقود.
وأشار الوزير إلى أن اللجنة قد أسهمت بشكل كبير في إبرام اتفاقيات مهمة بين الدول العربية، كان أبرزها اتفاقية الطرق الدولية بين الدول العربية واتفاقية السكك الحديدية العربية، فضلاً عن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها للتعاون في مجال النقل البحري، وقال: "تعد هذه الاتفاقيات ركيزة أساسية لرؤية بعيدة المدى تهدف إلى تطوير شبكات النقل الطرقي والسككي بين الدول العربية، وتعزيز حركة التجارة وتنقل الأفراد بين هذه البلدان، الأمر الذي يساهم في تحقيق التكامل الاقتصادي العربي."
وأكد الوزير أن من أبرز المشاريع التي تم تنفيذها بفضل هذه الاتفاقيات، مشروع طريق M45 الذي يبدأ من باب الهوى في سورية ويمر عبر مدن حماة وحمص ودمشق وصولاً إلى الأردن والسعودية ومن ثم اليمن، إضافةً إلى طريق M10 الذي يمتد من الشرق إلى الغرب ويعبر من حلب وصولاً إلى اللاذقية.
وأوضح الوزير أن هذه الطرق والممرات الكبرى للنقل بين الدول العربية تشكل ثمرةً من ثمرات عمل اللجنة، حيث تسهم في تسهيل حركة التجارة والنقل بين البلدان العربية، بما يعزز الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين هذه الدول.
وأضاف إلى أن الاجتماعات السنوية للجنة تهدف إلى تحديث وتفعيل هذه الاتفاقيات لمواكبة التغيرات السريعة في قطاع النقل، حيث ستناقش الدورة الحالية عدة محاور حيوية، أبرزها "النقل المستدام" في إطار عقد الأمم المتحدة للنقل المستدام الذي سيبدأ في عام 2026، إضافةً إلى موضوعات السلامة المرورية، التجارة الإلكترونية، وأثر الرقمنة في تحسين انسيابية تيارات النقل المختلفة، وبالتالي تحسين مستوى الخدمات المقدّمة للمواطنين في مجال النقل.
وقال الوزير: "منذ خمسة عشر عاماً لم يتم عقد اجتماع بهذه الأهمية للجنة النقل واللوجستيات التابعة للإسكوا على الأراضي السورية، ونحن في وزارة النقل نشعر بفخر كبير أن سورية بعد التحرير وفتح أبوابها أمام الدول العربية، أصبحت اليوم محطة مهمةً لاحتضان هذا الحدث البارز، وهو ما يعكس حالة الانفتاح والتعاون المتبادل بين سوريا والدول العربية."
وأعرب الوزير عن سروره لاستضافة هذا الاجتماع في دمشق، مؤكداً أنه يمثل فرصة هامة للجنة للتقدم في أعمالها، كما يشكل منصة لعرض خطط وزارة النقل السورية في تطوير خدمات النقل والبنى التحتية، مشيراً إلى أن هذه الاجتماعات تمثل فرصة لتعميق التعاون العربي وتنسيق الجهود بين الدول العربية لتحقيق التكامل في مجال النقل واللوجستيات.
وأكد الوزير على أهمية هذه الاجتماعات في تعزيز التواصل بين الدول العربية، بما يساهم في تحسين جودة النقل وتسهيل حركة التجارة بين هذه الدول، وهو ما يعكس التزام سورية بالعمل العربي المشترك في كافة المجالات، وتحديدا في مجال النقل.