أخبار الوزارة
من دمشق.. الإسكوا ترسم ملامح عقد النقل المستدام 2026- 2035
من دمشق.. الإسكوا ترسم ملامح عقد النقل المستدام 2026- 2035

 

اختُتمت في دمشق اليوم أعمال الدورة السادسة والعشرين للجنة النقل واللوجستيات التابعة للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا"، وذلك بعد يومين من الجلسات التي خُصصت لبحث مستقبل النقل المستدام في المنطقة العربية وآليات تطوير التعاون المشترك، في أول فعالية أممية من نوعها تستضيفها سورية في قطاع النقل منذ أكثر من خمسة عشر عاماً.

وركزت مناقشات الدورة على التحضير لـ عقد النقل المستدام 2026 – 2035، وهو مبادرة أممية يجري العمل عليها منذ أربع سنوات، ومن المقرر إطلاقها رسمياً في العاشر من كانون الأول من العام القادم، كما ناقشت الاجتماعات خطط تعزيز الترابط بين الدول العربية في مجالات النقل البري والبحري  واللوجستيات، بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة ومتطلبات التعافي الاقتصادي.

 فرصة لإعادة التواصل وتبادل الخبرات:

وأكد مستشار وزير النقل السوري لشؤون النقل المستدام سنان الخيّر في تصريح على هامش الاجتماعات أن عودة انعقاد اجتماعات الإسكوا في سورية بعد انقطاع دام خمسة عشر عاماً تشكل فرصة مهمة لإعادة التواصل مع الأشقاء العرب وتبادل الخبرات والرؤى، والاطلاع على تجارب متقدمة في قطاع النقل، مشيراً إلى أن ذلك يسهم بشكل مباشر في تطوير السياسات الوطنية وتحسين كفاءة منظومة النقل بمختلف قطاعاتها.

وبيّن الخيّر أن محور عقد النقل المستدام كان الأكثر حضوراً في النقاشات، لكونه يمثل خريطة طريق مشتركة لتعزيز النقل الصديق للبيئة والحد من الانبعاثات وتحسين بنى النقل في الدول الأعضاء، وكشف أن سورية قدمت عدداً من المقترحات في هذا السياق، أبرزها إحداث مجلس أعلى للنقل المستدام ليكون ركيزةً لحوكمة القرارات ووضع سياسة وطنية متكاملة، إضافةً إلى إنشاء مركز وطني للنقل المستدام يضم خبراء مختصين بكافة أنماط النقل، مهمتهم إعداد الدراسات وتطوير الرؤى والسياسات وتنسيق العمل بين الجهات المعنية.

التحول الرقمي مسار موازٍ للنقل المستدام:

من جهتها أوضحت مستشارة وزير النقل لشؤون التحول الرقمي ريا عرفات أن الرقمنة أصبحت محوراً أساسياً موازياً للنقل المستدام، إذ تظهر آثارها بشكل مباشر على جودة الخدمات وكفاءة التشغيل، وكشفت أن الوزارة تعمل حالياً على إطلاق منصة رقمية تربط بين طالبي ومقدمي خدمات نقل البضائع، معتبرةً أن هذا المشروع سيدعم مرحلة التعافي وإعادة الإعمار وسيعزز التنافسية في سوق الخدمات اللوجستية.

كما لفتت عرفات إلى استمرار العمل على مشروع أتمتة مديريات النقل بهدف تبسيط الإجراءات أمام المواطنين ومالكي المركبات وتسريع إنجاز الخدمات، بما يخفف الوقت والكلفة ويحسّن مستوى الشفافية.

 النقل في مواجهة التغير المناخي:

وتناولت الاجتماعات جانباً مهماً من تأثيرات التغير المناخي التي شهدتها سورية مؤخراً، وربطها بملف النقل المستدام، كما تم البحث في دور النقل في دعم عمليات الاستجابة للحرائق عبر تحسين مسارات وصول الآليات إلى مواقع الحرائق، وكذلك معالجة الآثار المترتبة على الحوادث والحرائق بما يتعلق بالسلامة المرورية، أيضاً جرى التأكيد على ضرورة تعزيز دور الإسكوا في تنسيق تبادل الخبرات العربية المتعلقة بالاستجابة للكوارث الطبيعية ووضع خطط طوارئ مشتركة تضمن فعالية التدخل وسرعة الإنقاذ.

 آراء ومداخلات الوفود العربية:

وأشادت وكيل تمكين النقل في الهيئة العامة للنقل السعودية أميمة بامسق بالمحاور التي طُرحت خلال الاجتماعات، معتبرةً أن استضافة سورية لهذه الدورة تمثل مؤشراً واضحاً على عودتها الفاعلة إلى المحافل الدولية والإقليمية، وأكدت تضامن الدول العربية معها في جهودها للنهوض بقطاع النقل، كما قدم الوفد السعودي عرضاً موسعاً حول التطورات التي شهدها قطاع النقل في المملكة خلال السنوات الأخيرة، معبراً عن استعداد الرياض لنقل خبراتها إلى الدول العربية ومنها سورية.

بدوره وصف المدير العام للحركية واللوجستيات في وزارة النقل الجزائرية عبد الهادي مزياني مشاركة بلاده بأنها مثمرة ومهمة، مشيراً إلى أن الاجتماعات أتاحت فرصة للاطلاع على آخر المستجدات في قطاع النقل عربياً، وتقديم مقترحات تسهم في تطوير توصيات اللجنة. وأعرب عن أمله في أن تحظى سورية بفرص واسعة لتطوير بنيتها التحتية وتعزيز تعاونها مع الدول العربية بما ينعكس إيجاباً على الخدمات المقدّمة للمواطنين.

وكانت أعمال الدورة السادسة والعشرين للجنة النقل واللوجستيات قد انطلقت يوم أمس في فندق البوابات السبع بدمشق، بمشاركة كبار المسؤولين وممثلي وزارات النقل في الدول العربية، حيث شكّلت عودة انعقاد هذا الحدث في العاصمة السورية محطة مهمة على صعيد التعاون الإقليمي في مجال النقل، ورسالة على الدور المتجدد لسورية ضمن منظومة العمل العربي المشترك.

 

 

 

 

 

 

2025-11-26