صيانة الطرق الإسفلتية وكيفية معالجتها


كانت طرق المواصلات ولا زالت العامل الأهم لتفعيل النشاط الاقتصادي في الحضارة الإنسانية، والتواصل الحضاري، والوصول لأبعد نقطة ممكنة.

إن أهم نقطة وأكثرها تكلفة في تصميم وإنشاء الطرق هي الخليط الإسفلتي ( سواء من حيث المواد الأولية أو التصنيع  أو التنفيذ­)  وهي تشمل طبقتي الأساس والسطح، فأي خطأ ظاهر أو غير مرئي (في الطبقات الداخلية) نجد أن أثره يظهر في طبقة السطح الظاهرية، كما أن أي مظهر من مظاهر التشوه أو العيوب يتطلب علاجاً فعالاً فورياً لكي لا تتراكم العيوب ويصبح الطريق غير صالح للاستخدام، لذا تحتاج الطرق شكلاً من أشكال الصيانة قبل أن تصل إلى نهاية العمر الافتراضي لها.

تستعمل شركات مراقبة الأرصفة تقنيات لمراقبة ظروف الطريق باستمرار، كما تحدد الجدول الزمني للصيانة الوقائية حسب الحاجة لإطالة عمر الطريق، ومن الناحية الفنية ترصد الشركات المتخصصة حالة سطح الشبكة الطرقية بمعدات متطورة، كالليزر ومقياس خشونة السطح Profilometers  وتشمل هذه القياسات: انحناء الطريق عبر المنحدر، الحدة، الخشونة، التشققات، والملمس. ومن ثم يتم إرسال هذه البيانات إلى نظام إدارة الطرق الذي يوصي بأفضل صيانة أو معالجة لتصحيح الضرر الذي يطرأ على الطريق.

تشمل معالجة الصيانة للإسفلت بشكل عام، كامل الطبقات المتراكبة، وتتضمن صيانة طبقة الإسفلت السطحية الرقيقة، (تختيم التصدعات، تجديد السطح، طبقة مانعة للتسرب، تنعيم الحواف الدقيقة أو صقلها والمعالجات السطحية)، مما يحفظ هذه الطبقات، ويحمي ويحسن الحالة الوظيفية للطريق مع التقليل من الحاجة إلى إصلاحات أكبر، وهذا يؤدي إلى تمديد خدمة الطريق مع المحافظة على القدر نفسه من كفاءته الوظيفية.

فعلى سبيل المثال صيانة الأرصفة الخرسانية القديمة بتقنية "التحديث بالوتد"، (والتي تتطلب عمل فتحات في الطريق عند نقاط الاتصال ثم وضع أوتاد فيها، وملئها بمادة الترقيع الإسمنتية)، يمكن أن تمد حياة الطريق الإسفلتي لمدة 15 عاماً.

ومن نتائج عدم صيانة الطرق بالشكل الصحيح خلق تكاليف كبيرة على الدولة، ففي تقرير صدر عام 2009م عن الجمعية الأمريكية لمسؤولي الطرق والنقل أن حوالي 50% من الطرق في الولايات المتحدة، متضمنة طرق المدن هي في حالة سيئة، ويُقدر التقرير أن السائقين في المدن يدفعون ما يعادل (746) دولاراً في السنة على إصلاح السيارة، في حين أن سائق السيارة الذي يقود على كافة أنواع الطرق يدفع حوالي (335) دولاراً في السنة كمعدل وسطي.

 

أنواع صيانة الطرق:

إن الحفاظ على سطوح الطرق القائمة أدى إلى إيجاد ثلاثة أنواع من عمليات صيانة الطرق:

  1. الصيانة الوقائية: المنفذة لتحسين أو لتمديد الحياة الوظيفية للطرق، وهي عملية استراتيجية تتم من خلال المعالجات السطحية التي تهدف إلى إعاقة الاهتلاك المستمر للطريق وتقلل من الحاجة للصيانة والإجراءات الروتينية في المعالجة.
  2.  الصيانة التصحيحية:  تتم عند حدوث نقص في الطريق، مثل فقدان الاحتكاك، والتشققات الشديدة، أو التكسر الواسع النطاق، حيث تكون الصيانة في مثل هذه الحالة "رد فعل".
  3. الصيانة الطارئة: المنجزة خلال حالة الطوارئ، مثل انفجار أو حفرة شديدة تحتاج إلى إصلاح فوري. وتكون هذه العلاجات مؤقتة تهدف إلى ربط السطوح معاً لحين التمكن من إجراء مزيد من الإصلاحات الدائمة.

إن العديد من معالجات الطرق يمكن استخدامها في الصيانة الوقائية أو التصحيحية أو الطارئة،  والاختلاف في استخدام إحدى هذه الأنواع دون غيرها يعتمد على حالة الطريق عند تطبيق العلاج، وقد لا نجد أحيانا ًحدوداً واضحة بين الصيانة الوقائية أو التصحيحية، أو بين التصحيحية والصيانة الطارئة.

هناك حاجة إلى كل نوع من أنواع الصيانة في برنامج صيانة الطرق الشامل، ومع ذلك، فإن التأكيد على الصيانة الوقائية يقلل الحاجة للصيانة التصحيحية، ويعتبر استكمالاً  لها من ناحية الإجراءات المتخذة والوقت التي تنفذ فيه هذه الإجراءات.

 

أهمية الصيانة الوقائية:

ومع أن الأنواع الثلاثة من الصيانة مهمة إلا أن الصيانة الوقائية هي الأكثر من حيث الفعالية وتقديم أفضل وسيلة لإطالة حياة خدمة الطريق.

ولأهمية الدور الذي تقوم به الصيانة الوقائية، نطرح السؤال الآتي: ما هي الصيانة الوقائية؟.

وللإجابة عن هذا التساؤل، نقول:
إن برنامج الصيانة الوقائية للطرق هو نهج منظم لاستخدام سلسلة من علاجات الصيانة الوقائية مع مرور الوقت، حيث أن علاجاً واحداً سوف يساعد في تحسين نوعية سطح الطريق وتمديد عمره الافتراضي، ولكن الفوائد الحقيقية لصيانة الطرق تتحقق بصورة أكثر وضوحاً عندما يكون هناك جدول ثابت لأداء الصيانة الوقائية.

إن استراتيجيات الصيانة وإجراءات إعادة التأهيل تهدف إلى إطالة عمر الطريق وتدعيم الأداء على نطاق منظومة الطرق بشكل عام كوسيلة ناجعة من حيث التكلفة والفعالية. وتشير الدراسات إلى أن الصيانة الوقائية تكون أكثر فعالية من ست إلى عشر مرات من حيث التكلفة على المدى البعيد.

فعند تطبيق العلاجات الوقائية في وقت مبكر من حياة الطريق تتحقق فوائد متعددة، أهمها: الحفاظ عليه وتحسين الخدمة للمستخدمين، واختزال وفورات كبيرة في التكاليف خلال دورة حياة الطريق، بالإضافة إلى ذلك، ومن خلال تمديد حياة أجزاء من الطرق نكون قد اختصرنا جزءاً من التكاليف المقررة في ميزانية العام القادم التي قد تختلف فيها النفقات اختلافاً كبيراً عن العام الحالي. على سبيل المثال، استخدمت وزارة النقل في ميتشيغان برنامج الصيانة الوقائية لتحقيق التوازن، فكانت تقاريرهم تفيد بأنهم قد تمكنوا من تحسين حالة الشبكة الطرقية لديهم مع المحافظة على الميزانية المحددة لهم، مما أدى إلى المزيد من الاستقرار في دراسة احتياجات التمويل للأعوام اللاحقة.

في كثير من الأحيان، يتم تصميم وسائل الصيانة الوقائية لإصلاح الأضرار الناجمة عن العوامل المناخية؛ فالتجديد الدوري لسطح الطريق يمكن أن يوفر العديد من المزايا، بما في ذلك تختيم سطوح الطريق (الذي يمنع الماء من اختراق بنية الطريق)، والسيطرة على آثار الأكسدة، التشققات، تكسر السطوح التي تسببها العوامل المناخية ومرور الزمن، لذا ينصح بعدم الانتظار لبلوغ الحد الأقصى للتأثيرات السلبية للقيام بإجراءات الصيانة.

أما العناصر الأساسية في نجاح برنامج الحفاظ على الطرق فتتمثل في النقاط التالية:

1. اختيار الطريق.
2. تحديد سبب المشكلة.
3. تحديد وتطبيق العلاج الصحيح.
4. تحديد الوقت الصحيح للقيام بالعمل المطلوب.
5. مراقبة الأداء.

ويمكن تعديل البرنامج في وقت لاحق وفقاً للنتائج المترتبة.

بالإضافة إلى ضرورة مراعاة حركة المرور على جزء الطريق المطلوب صيانته وفق برامج خاصة تدرس حالة الطريق والظروف الملائمة للعمل وقد تستخدم مجموعة من الاختبارات المنفذة مسبقاً بالإضافة إلى استخدام تقنيات مسح حالة الطرق، مما يتيح وضع منهجية واضحة لتحديد أي الطرق التي يجب المباشرة بصيانتها وأي الإجراءات العلاجية التي ينبغي القيام بها.

 

مجلة النقل الإلكترونية - محمود السعيد

المراجع: مترجم عن وكيبيديا