سياسات تخطيط النقل الحضري في مدينة دمشق


 

 

مقدمة:

 تحتضن المدن في يومنا أكثر من نصف سكان العالم، ويشهد العالم النامي أسرع عملية للنمو الحضري، حيث تشهد المدن زيادة سكانية شهرية تبلغ في المتوسط خمس ملايين نسمة (حسب الأمم المتحدة، حالة المدن في العالم 2008-2009) وفي ظل هذا النمو المتسارع وإضافة للتحديات التي تشهدها مدن العالم اليوم في ما يخص التحديات الاجتماعية والتحديات البيئية كظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ التي يساهم فيها بطريقة أو بأخرى الاعتماد المفرط لوسائل النقل الخاصة.

ولقد باتت اليوم حركة النقل الحضري مصدر قلق رئيسي بالمدن سواء للبلدان المتقدمة أو النامية على حد سواء، إذ تؤثر على حيوية هذه المدن. كما باتت مسألة وسائل النقل وأنظمته بالمناطق الحضرية تشكل موضوع نقاش حاد بين كل من واضعي السياسات، والمخططين وخبراء البيئة الذين يعملون على البحث في السبل الممكنة للحد من آثارها السلبية، بما في ذلك الازدحام المروري، تلوث الهواء والضوضاء.

كما نجد على مستوى المنطقة العربية الكثير من المشاكل الحضرية منها مشكلات النقل الحضري المتمثلة بشكل رئيسي بازدحام الشوارع والاختناقات المرورية والتلوث البيئي بكافة أشكاله البصرية والسمعية وتلوث الهواء. ومن خلال ذلك ظهرت الحاجة إلى إيجاد النظم والوسائل المسيرة لأمور الحياة داخل هذه المدن من الناحية الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية والبيئية ومن بينها نظم النقل والمواصلات التي تعتبر من أهم أسباب الاستقرار الحضري في كثير من مدن العالم والتي لابد لها من تبني سياسات تخطيطية تتماشى مع تحديات العصر الراهن. حيث يعتبر قطاع النقل من القطاعات الهامة والذي يقوم بدور أساسي على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والعمراني والبيئي. 

فعلى المستوى الاقتصادي يكوّن عنصر النقل الوسيلة اللازمة لربط عناصر ومناطق الإنتاج فيما بينها من خلال نقل الأفراد والبضائع والسلع والمواد الأولية، ومن الناحية الاجتماعية تعتبر نظم النقل والمواصلات بمثابة الرابط الاجتماعي فيما بين الأفراد في المجتمع، أما على المستوى الحضري والعمراني فتعتبر شبكة الطرق والمواصلات في المدينة بمثابة الشرايين والأوردة التي بموجبها تتغذى كافة مناطق وقطاعات المدينة بما يلزمها للنهوض بكافة الوظائف التي تؤديها المدينة عموماً من انتقال المواد والبضائع والسلع والخدمات والسكان من مكان لآخر لتحقيق أغراضهم من العمل والتسوق والترفيه والتعليم وقضاء مصالحهم الشخصية.

 

رابط المقال

 

إعداد: المهندسة عبير إسماعيل.

ماجستير في الهندسة المدنية اختصاص نقل ومواصلات/ مهندسة في وزارة النقل