محطات ومرائب وقوف السيارات


 

يرغب سائق السيارة أو الحافلة بأن يقف بسيارته في أقرب موقع لتحقيق غايته، وإن أمكن بجانبها، وبأقل قدر ممكن من التكاليف، وفي أغلب الأحيان يفضل أن يكون الوقوف مجاناً.

والوقوف بجانب الطريق يمكن أن يؤمن له ذلك ولكنه في الوقت نفسه يخلق مشاكل متعددة لحركة المرور كما هو عليه الحال اليوم في كافة مدننا التي تغص بالسيارات المتوقفة على جانبي الطريق والشوارع الرئيسية مما يتسبب بالازدحام المروري داخل المدن.

من هنا أنشأ المهندسون أماكن أخرى يمكن أن تقوم بما هو مطلوب مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل السلامة والتخديم، كي يترك الطريق سهلاً وميسراً أمام حركة المرور، في معظم الدول المتقدمة وهذه الأماكن إما أن توضع في المساحات المكشوفة أو على شكل مرائب طابقية سواء أكانت تحت الأرض أم فوقها.

 

 الوقوف في مراكز المدن والمناطق التجارية

بما أن السيارة تبقى واقفة معظم أوقات حياتها الفعلية فقد فكر المختصون بتتبع الخصائص الناجمة عن الوقوف والتوقف في مراكز المدن حيث الطلب على الوقوف كبير جداً، والمساحات المتوفرة لذلك محدودة، وتتفاقم المشكلة كلما نمت المدن وتزايد عدد سكانها.

ومن هنا فإن أنواع المحطات والأمكنة المتاحة لوقوف السيارات في المدن تختلف باختلاف حجم المدينة وعدد سكانها؛ ففي المدن الكبيرة هنالك /50 / مركبة أو أكثر تقف باليوم الواحد لكل /1000/ شخص، أما في المدن الصغيرة فهنالك أقل من ذلك بحوالي/ 600/ شخص ومدة مكوث السيارات الواقفة تختلف تبعاً لحجم المدينة سواء في المدن الصغيرة أو الكبيرة وذلك حسب عمل الأشخاص الذين يركنون مركباتهم في مراكز المدن لتلبية حاجات هذه الشريحة.

وتشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد المركبات التي تقف أقل من نصف ساعة تبلغ /65/ مركبة، أما التي تقف أقل من ساعة فتبلغ/71/ مركبة، وأقل من /3/ ساعات تبلغ /78/ مركبة، وذلك حسب الكثافة السكانية في المدينة.

 ففي مدينة دمشق تحولت أرصفة وشوارع العاصمة دون استثناء إلى مواقف للسيارات حيث لا تتوفر بالعاصمة دمشق مواقف سيارات كافية لأعداد السيارات المتزايدة والتي أصبح من الصعوبات اليومية التي يعانيها المواطن هي إيجاد موقف نظامي للسيارة دون أن يضطر إلى صفها على رصيف أو في منطقة يخالف الوقوف فيها، إضافة إلى ما يسببه  الوقوف العشوائي للسيارات وعلى أكثر من صف في اختناق وأزمة مرورية حادة.

من هنا نشأت فكرة  توفير المرائب ولاسيما المرائب تحت الحدائق حيث يوجد عدد كبير من الحدائق في دمشق استهلكت وأصبحت تحتاج إلى إعادة تأهيل والتي يمكن استغلاها من خلال بناء مرائب طابقية  تحت أرض الحديقة وتنفيذ مرآب من عدة طوابق يوفر مساحات كافية للسيارات مع إعادة تأهيل الحديقة وتجميلها, مما يساعد في حل مشكلة مواقف السيارات مع المحافظة على الحدائق العامة الموجودة.

قامت محافظة دمشق في عام 2007 بوضع خارطة متكاملة لإنجاز مرائب تحت الحدائق والساحات العامة، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة ماليزية أجرت من خلالها الشركة دراسة كاملة لهذه المواقع، ووضعت التصاميم الأولية للمرائب الأرضية وللحدائق التي سيعاد تأهليها لتصبح حدائق نموذجية وفق المعايير العالمية.

وحرصاً من محافظة دمشق على حل مشكلة مواقف السيارات بالإضافة الى توفير حدائق حديثة وفق مقاييس عالمية فقد اشترطت لاستثمار الحديقة الالتزام بالشروط التالية:

يقوم المستثمر بإنجاز المرآب بكافة مستلزماته وملحقاته لوضعه بالاستثمار وفقاً لمنهاج الوجائب وبأحدث الأساليب المعمارية والإنشائية والتنظيمية (نظام حماية ضد الحريق ،أجهزة مراقبة ومرور………..الخ) والاستفادة من كامل مساحة الأرض المخصصة لهذا المشروع وبما يتفق مع دفاتر الشروط المعدة لهذه الغاية من قبل محافظة دمشق.

إعادة السطح كحديقة عامة مع تجهيزها بكافة مستلزمات الحديقة العامة حسب التصاميم الموافق عليها من الإدارة وبأحدث التقنيات بحيث يكون سماكة التربة الزراعية لا يقل عن ثلاثة أمتار ويكون نوع الغطاء النباتي يتناسب مع سماكة التربة مع الحفاظ على الآبار.

شركة دمشق الشام القابضة ومن خلال الشركاء الذين يملكون القدرة التمويلية الكافية والمعرفة والخبرة في هذا المجال ستتولى تأسيس شركة أو أكثر غايتها  إدارة واستثمار ما تحت الحدائق العامة كمرائب للسيارات ضمن الشروط المحددة من محافظة دمشق مع بعض الخدمات التجارية الأخرى بما يحقق العائد الاقتصادي المطلوب ويوفر لمحافظة دمشق دخلاً سنوياً مستمراً إضافة إلى المساهمة بحل أزمة مواقف السيارات في المدينة وتوفير مساحات كبيرة من المرائب الطابقية تحت الأرض؛ فالطلب على الوقوف يختلف تبعاً لساعات اليوم ففي ساعات الذروة يزداد عدد السيارات التي تطلب الوقوف وحسب أيام الاسبوع، حيث تختلف الكثافة كل يوم عن اليوم التالي.

 

الخطوات اللازمة قبل إجراء تصميم المرائب

  1. أن تتم دراسة تحليلية للمنطقة وتتضمن:
  • تحليل الفعاليات الموجودة (تجارية – سكنية – حكومية ....الخ).
  • معرفة نظام السير المعمول به وفقاً لقانون السير المطبق.
  • إحصاء دقيق لعدد السيارات التي تتحرك في المنطقة (المنبع والمصب).
  • معرفة زمن التوقف والوقوف.
  1. إحصاء مواقف السيارات الموجودة في المنطقة سواء أكانت على جانب الطريق أم في مناطق خارجه (طابقية أو مناطق مكشوفة).
  2. القيام بجمع المعلومات من سائقي المركبات عن طريق (مقابلة، بطاقة ...الخ).
  3. دراسة إمكانية الحصول على المساحات اللازمة من أجل إنشاء أماكن الوقوف ومرائب السيارات ونظام المدينة المعمول به.
  4. معرفة عدد السيارات بالنسبة لعدد السكان وحصة كل أسرة من هذا العدد.
  5. الاطلاع على نظام البناء المعتمد في المنطقة.
  6. معرفة السيارات المستعملة في التصميم ومواصفاتها التي تحددها مساحة وقوفها من حيث الطول والعرض، وتختلف أبعاد السيارات من بلد لآخر.

 

الأنماط المستخدمة لوقوف السيارات

تقف السيارات عادة في مختلف دول العالم، إما على جوانب الطرق والشوارع، أو على ساحات مكشوفة معدة لهذا الغرض أو في مرائب طابقية فوق الأرض أو تحتها.

 

أولاً- الوقوف على جانب الطريق:

تعد جوانب الشوارع والطرق من أكثر الأماكن لوقوف السيارات كونها تتمتع بمزايا السهولة والقرب من المكان المقصود، إضافة لتوفيرها لوقت السائق، والمساحات التي تشغلها أكثر اقتصادية، إذ لا حاجة لتخصيص مساحات من أجل الدخول والخروج وهذا يجعلها مفضلة من قبل مستخدمي الطريق من السائقين على الرغم من بعض سيئاتها بالنسبة للمركبات المتحركة على الطريق وعرقلتها لحركة المشاة في أغلب الأحيان.

 

ثانياً- الوقوف خارج حدود الشارع:

ويكون ذلك على ساحات مكشوفة أو داخل منشآت مسقوفة طابقية، وسواء أكانت الأولى أم الثانية فإن المرآب يتألف من الأقسام الأتية:

  1. المدخل: الذي يؤمن مغادرة المركبة ودخولها لمكانها دون أية صعوبات سواء أكان هذا المدخل مستوياً أم على شكل رامب.
  2. منشآت مساعدة على المدخل يسهل الوصول إليها حيث يتم تسجيل المركبات الداخلة والخارجة أحياناً، وتدفع الرسوم.
  3. ممرات توزيع المركبات الداخلة والخارجة وحركتها بين أمكنة الوقوف.
  4. مخرج يؤمن خروج المركبة من المرآب واندماجها بحركة المرور في الشارع بشكل أمين ودون إعاقة المرور في الشارع.

 

أنواع المرائب:

 

1- المرائب المكشوفة:

ويكون هذا النوع من المرائب بجانب مداخل ومخارج الأبنية العامة والتجارية والمستشفيات والدوائر الحكومية والمؤسسات المختلفة ويمكن أن يتم الوقوف في هذا النوع من المرائب بـ 90 درجة أو 75 درجة أو 60 درجة أو 45 درجة.

وهناك أبعاد المواقف التي تختلف طبقاً لنوع السيارات في كل بلد ويفضل غالباً في التصميمات الحديثة للمرائب المكشوفة وضع صف من المواقف على كل من جانبي الممر حيث يؤدي إلى تصميم أفضل ويمكّن من الحصول على مردود أكبر عندما تكون ممرات وصفوف المواقف موازية للبعد الطولي للمرآب.

 

2-المرائب المتعددة الطوابق أو المغطاة:

تكون هذه الطوابق فوق مستوى سطح الأرض أو تحتها ويشاد هذا النوع من المرائب عادة في الأراضي المرتفعة الثمن وهناك نوعان من هذه المرائب:

الأول: يتم فيه صعود المركبة عن طريق الرامبات.

الثاني: بوسائل ميكانيكية (مصاعد) من أجل تحقيق الفائدة الاقتصادية، ويجب أن يكون الحد الادنى من استيعاب هذه المرائي حوالي /200/ مركبة.

 

3- الرامبات

تستخدم المساحة كاملة في مرائب مكشوفة من أجل وقوف السيارات، أما في المرائب الطابقية فيذهب جزء من هذه المساحة من أجل الرامبات فعندما تكون السقوف مائلة تعمل عندها كرامب.

وهناك أنواع متعددة من الرامبات حيث يحدد شكل الأرض وطريقة التشغيل المقترحة نوع التصميم ويمكن تصنيف أنواع الرامبات كما يلي:

  1. باتجاه واحد أو باتجاهين وذلك حسب طريقة الحركة في المرآب.
  2. مستقيمة أو منحنية.
  3. المستعملة كممر فقط أو كموقف وممر بنفس الوقت.
  4. مركزية أو غير مركزية حيث يدور الرامب حول المركز أو دون ذلك.
  5. متعاكسة أو متوازية.

ويجب أن يكون ميول الرامب /2,75/ متراً بالنسبة للنوع المستقيم و /4,90/ متراً للنوع المنحني ونصف قطره الأصغري يساوي /21،35/ متراً، والتعلية الإضافية الأعظمية للرامب المنحني من /10 %/ إلى /15%/.

 

4- مرائب أخرى:

وجدت من أجل حاجات التنظيم وراحة مستخدمي الطريق، وتدعو الحاجة إلى إشادة مرائب للباصات أو مرائب للشاحنات أو حتى للدراجات، إضافة للمرائب الخاصة في الأماكن السكنية، وهي مرائب ذات مواصفات محددة كما هو الحال في المرائب العادية.

 

إعداد: مالك الخضري - إجازة في الإعلام / وزارة النقل - مجلة النقل الإلكترونية.

 

المراجع:

  1. د.يحيى الخاير – جامعة دمشق.
  2. خالد اسماعيل – مصر – اسوان.
  3. محافظة دمشق- هندسة المرور.